أنا نزهة، ومثل العديد من النساء في بلدي، عشت في بقعة تفتقر إلى الأمان والاستقرار. كانت رحلتي تبدأ مع الثورة، بينما كنت لا أزال أحتفل بنجاحي في الشهادة الإعدادية. لم يكن ذلك ليدوم طويلًا؛ فقد اضطررنا للهجرة قسرًا من ديارنا، تاركين كل شيء خلفنا - أهلنا، أحلامنا، وحتى أماننا.
لسنوات عديدة، توقفت دراستي واختبأت أحلامي بين الأوراق، انتظرت اليوم الذي يمكنني فيه إعادة إشعال شرارة طموحي. ومع مرور الزمن، تزوجت ورُزقت بأربعة أطفال، وبينما انغمست في مسؤوليات الأمومة، ظلت تلك الأحلام تنتظر في الظل.
ثم جاء اليوم الذي سمعت فيه عن منصة قُمرة من إحدى صديقاتي. بدايةً كنت مترددة، لكن سرعان ما تغلبت على ترددي وسجلت نفسي لأبدأ رحلة جديدة من الكفاح. كان الطريق شاقًا ولم يكن سهلًا بأي حال؛ فالدراسة مع وجود أربعة أطفال لم تكن مهمة يسيرة. كنت أستغل كل دقيقة ممكنة للدراسة، في اللحظات الهادئة من الليل أو في الصباح الباكر أثناء نوم الصغار.
في هذا الطريق الصعب، كان زوجي الداعم الأكبر لي؛ لم يتردد للحظة في تشجيعي وتوفير بيئة إيجابية للتعلم. كان سندي الأول بعد الله، ولا يمكنني نسيان دعم أمي ودعواتها التي كانت تمنحني القوة للمضي قدمًا.
اليوم، وأنا أقف في قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب، أود أن أتقدم بجزيل الشكر لمنصة قُمرة التي كانت سببًا في تحقيق حلمي. أشكركم على منحي الفرصة لأثبت لنفسي أن العلم والأحلام لا تقيدها الأعمار، بل تنضج وتكبر معنا. شكرًا لكونكم قمرة أحلامي التي أضاءت من جديد حياتي المظلمة.





0 تعليقات